0 تصويتات
في تصنيف القسم العام بواسطة (1.9مليون نقاط)

مفهوم آداب السلوك الرقمي وأهميته بالتفصيل، يعيش إنسان اليوم في عالم متصل، فيحسب الهيئة العامة للإحصاء في المملكة العربية السعودية فإن %93% من السكان في السعودية يستخدمون الإنترنت لأسباب مختلفة منها التواصل وبناء العلاقات والمجتمعات الافتراضية، والعمل والتعليم والحصول على المعلومات والأخبار وغيرها من الأسباب. يحتل التواصل أعلى نسبة في استخدام الأفراد للإنترنت في السعودية وهذا التواصل والحضور الرقمي يستدعي التفكير في الآتي:

  • ما الآداب والأخلاقيات اللائقة بالمواطن الرقمي؟
  • هل يعكس سلوكي الرقمي هويتي الإسلامية والوطنية؟
  • كيف تؤثر سلوكياتنا في العالم الرقمي على الآخرين؟
  • من الأشخاص الذين أتواصل معهم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟
  • كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على حياتي؟

مفهوم آداب السلوك الرقمي وأهميته بالتفصيل

آداب السلوك الرقمي

السلوك الرقمي المسؤول يجعل كل مواطن مثالاً يحتذى به في حسن الخلق والتعامل حيث إن مستخدمو التقنية الرقمية، في الغالب يتعلمون الآداب معا من خلال سلوك الآخر، وهذا يحمل كل مواطن رقمي مسؤولية مراقبة سلوكه وضبطه، ويمكن تعريف آداب السلوك الرقمي (Netiquette) بأنها الأخلاقيات وقواعد السلوك للتواصل الإيجابي والفعال عبر شبكة الإنترنت لجعل العالم الرقمي مناسبا للجميع. 

أهمية آداب السلوك الرقمي

تكمن أهمية الاتفاق على آداب عامه توجه السلوك الرقمي في الخصائص التي تميز هذا العالم والتي قد تجعل من رية التواجد الرقمي إيجابية أو سلبية بحسب سلوك المستخدم، ومن هذه الخصائص: 

أن التواصل الرقمي نصي في الغالب، حيث يخلو من استخدام لغة الجسد، وهذا قد يؤثر على جودة الاتصال بين المرسل والمتلقي.

العالم الرقمي هو عالم ممتد ومتصل والمستخدمون هم أشخاص بخلفيات وثقافات مختلفة، فالمقبول لدى ثقافة ما قد يكون مرفوضا عند ثقافة أخرى.

سهولة الوصول للمواد المكتوبة والمرئية والمسموعة واستخدامها.

صعوبة معرفة هوية الشخص المرسل، حيث تتيح شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي للمستخدم إمكانية إخفاء هويته.

إمكانية انتحال الشخصية والوصول غير المسموح به المعلومات خاصة للمستخدمين الآخرين مما يعرضهم للأذى.

فبدون وجود آداب توجه وتحكم السلوك الرقمي المناسب، قد يصبح العالم الرقمي 

مكانا للتنمر، ونشر الشائعات لإساءة للمستخدمين الآخرين، ولكل هذا تبعات قانونية يسببها الجهل وعدم الالتزام بقواعد آداب السلوك الرقمي. 

آداب السلوك في التواصل الرقمي

يوجد العديد من الآداب والمبادئ الأساسية التي يجب على المواطن الرقمي الالتزام بها عند التواصل عبر شبكة الإنترنت، ومن أهم هذه الآداب والسلوكيات

1 احترام خصوصية الآخرين من خلال عدم التواصل في أوقات غير مناسبة، أو مشاركة المعلومات الشخصية، أو الصور، أو مقاطع الفيديو التي لا يرغب الشخص الآخر في نشرها عبر شبكة الإنترنت.

2 احترام اختلاف الآخر بعدم التقليل منه أو تسفيه رأيه أو توجهه.

3 احترام قواعد وقوانين حقوق الملكية الفكرية من خلال الإشارة للمصدر وعدم التعديل على الوسائط بما ينتهك حقوق المؤلف.

4 تحري الدقة والمصداقية عند النشر عبر الإنترنت.

5. تجنب تجاهل الرسائل المهمة وعدم التأخر في الرد ما أمكن.

6 تجنب نشر الشائعات والتعليقات التحريضية أو المسيئة عبر الإنترنت.

7. تجنب إرسال محتوى غير لائق دينيًا أو أخلاقيا أو مجتمعيا.

8. تجنب الخوض في المواضيع المتعلقة بالعنصرية والطائفية والمثيرة للكراهية.

9 تجنب استخدام الألفاظ النابية والرد على التعليقات السلبية بالمثل لأنها تتحول إلى جريمة معلوماتية يحاسب عليها القانون. 

10. تجنب المشاركة أو التعليق بموضوع مختلف عن الموضوع المطروح من قبل صاحب المنشور. 

التعاطف في العالم الرقمي لتعزيز السلوك الإيجابي

يقصد بالتعاطف في العالم الرقمي (Empathy) فهم شعور الآخر وما يفكر به قبل القيام بأي فعل أو ردة فعل أثناء التواصل الرقمي، فمع كثرة برامج التواصل وما تتطلبه من سرعة استجابة. ومع غياب رؤية رد فعل الطرف الآخر المتلقي للمنشور عن المشهد يصبح من الصعب أخذ الوقت الكافي للتفكير في شعور الآخر تجاه ما ينشر.

 ومن ذلك تبرز أهمية التعاطف في العالم الرقمي كقيمة أساسية للمساعدة في توجيه السلوك الرقمي حيث إن التعاطف يقود إلى فهم اهتمامات الآخرين وشعورهم واحتياجاتهم ووجهات نظرهم فيمكن اعتباره بمثابة بوصلة داخلية تساعد الشخص على توجيه سلوكه، ومكون ضروري لبناء مجتمعات رقمية أخلاقية. وقد أسس النبي الكريم لهذه القيمة فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي قال: (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يحب لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه) (صحيح البخاري، 13)، فما لا يرضاه الشخص ويقبله على نفسه ينبغي أن يتجنب فعله لشخص آخر وأن يُعامل الآخرين كما يحب أن يعامل.

التواصل والعلاقات الرقمية

أحدثت ثورة الاتصالات والمعلومات تغيرات في طريقة التواصل بين الأفراد والمجتمعات، كما وسعت دائرة العلاقات لتكون ممتدة في أنحاء العالم عبر توفير مجموعة متنوعة من الوسائط والوسائل التقنية والتواصل الرقمي (Digital Communication) عبارة عن تفاعلات متزامنة وغير متزامنة تحدث بين الأشخاص عبر شبكة الإنترنت، وتشمل التواصل عبر الصوت والنص، والصورة، والفيديو، وتبادل المعلومات والملفات أما العلاقات الرقمية (Digital Relationship) فيقصد بها العلاقات التي يتم التواصل بها عبر شبكة الإنترنت، وهي على شكلين: 

  • علاقات يتم بناؤها عبر شبكة الإنترنت مثل الأصدقاء الرقميون الذين يتم التعرف عليهم من خلال ألعاب الفيديو عبر شبكة الإنترنت أو المتابعين في وسائل التواصل الاجتماعي.
  • استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع أشخاص معروفين للمستخدم في العالم الواقعي. هذا التوسع في وسائل التواصل وإمكانية بناء العلاقات حمل معه العديد من المزايا والفوائد، إضافة إلى بعض الأخطار التي يجب التنبه لها لتكون مواطنا رقميًا واعيا وصاحب تواجد مسؤول.

أنواع العلاقات الرقمية وأهميتها

الأهل والأصدقاء: التواصل مع الأهل والأصدقاء، وتبادل الأخبار والتبريكات والتهاني ومشاركتهم في أفراحهم وأحزانهم 

العمل:

البحث عن فرص عمل، وإتمام العمل وتبادل الخبرات والتسويق الرقمي والتواصل مع العملاء والشركات الأخرى وغيرها الكثير التعليم والتعلم إتمام الواجبات والمشاريع حضور دورات وورش عمل إلكترونية، حضور حصص لتحفيظ القرآن الكريم تعلم اللغات الأجنبية. 

بناء صداقات جديدة: التواصل مع آلاف الأشخاص من مختلف أنحاء العالم، والانفتاح على التسلية والترفيه الألعاب الجماعية عبر الإنترنت والتفاعل والتواصل مع الأشخاص

التواصل مع المجتمع : مناقشة القضايا التي تهم المجتمع والتعبير عن الرأي بحرية ومسؤولية. 

كيف يمكن أن تساعد العلاقات الرقمية في بناء بصمة وسمعة رقمية إيجابية؟

يمكن للأشخاص المتواجدين في دائرة علاقاتنا الرقمية أن يكون لهم تأثير في البصمة والسمعة الرقمية من خلال:

- الإعجاب بمنشوراتهم وإعادة المشاركة.

- الحصول على المعرفة.

- التأثر بهم من حيث الاهتمامات والميول.

وجودهم كمضافين يعد جزءًا من البصمة الرقمية.

- يساعد وجودهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تخصيص تجربة المستخدم عبر إظهار المزيد من الأشخاص بنفس الاهتمامات. 

التواصل الرقمي الفعال

يوجد هناك مجموعة من المهارات التي يمكن أن تساعد على رفع جودة التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، منها: 

  •  تفعيل مهارات الذكاء العاطفي أثناء التواصل مع الآخرين، ومن الوسائل المساعدة على إظهار المشاعر في العالم الرقمي الرموز التعبيرية (emojis)، الصور ومقاطع الفيديو. 
  • مراعاة آداب السلوك الرقمي.

مراعاة آداب الخصام والاختلاف، ومنها:

  • مراقبة الله عز وجل في الخصومة.
  • ضبط اللسان.
  • حفظ القلب والنفس من تبعات الخصومة.
  • المبادرة بالاعتذار في حالة الخطأ.

مهارة تبديل نمط لغة التواصل: 

غالبا يعتمد ما تقوله وكيف تقوله على الجمهور المستهدف بتلقي الرسالة، الطريقة التي يتم التواصل بها مع الأصدقاء عبر شبكة الإنترنت لابد وأن تكون مختلفة تماما عن الطريقة التي يتم بها التواصل مع معلم المدرسة. وهذا يسمى تبديل نمط لغة التواصل (Code Switching) ويقصد به تبديل الأسلوب المستخدم في التواصل اعتمادًا على مع من تتواصل أو وسيلة التواصل التي يتم استخدامها الحوار المتحضر في العالم الرقمي لا شك أن التواصل عبر شبكة الإنترنت أصبح قوة مؤثرة يمكن أن تستخدم بطريقة إيجابية أو سلبية من خلال التأثير في الرأي العام أو القيام بتغيير من خلال الحملات التي يتم تنظيمها أو المشاركة بها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي تستخدم فيها الوسوم غالبًا (Hashtags) والمشاركة في مثل هذه المنصات يتطلب أخلاقيات عالية تعكس هوية الشخص الإسلامية والوطنية والحرص على دعم القضية التي يشارك بها. وهذا ما يمكن أن يطلق عليه الحوار المتحضر (Civil discourse) ويقصد به الحوار المثمر الذي يسمح للناس بالاستماع إلى الآراء المختلفة والتعبير عن آرائهم بطريقة محترمة والتوصل إلى تفاهم مشترك.

 إذا كان لديك اي سؤال أو استفسار فاسالنا عن أي شي في الاجابات أو التعليقات ونعطيك الاجابة.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (1.9مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
مفهوم آداب السلوك الرقمي وأهميته

أهم المهارات للمشاركة في الحوار المتحضر

المشاركة بالرأي والتعبير بأدب عن وجهة النظر الخاصة

يعتمد الحوار المتحضر بشكل كبير على تقديم وجهات نظر قيمة وإجراء حوار حقيقي وواقعي تقديم نقد بناء عند الحاجة وتقبل النقد أيضا تعزيز الحوار المتحضر لا يعني دائما الموافقة، بل يتطلب من الشخص أن يكون منفتحا وصادقا، وفضوليا لمعرفة المزيد حول وجهة النظر المعاكسة، وأن يشارك وجهات النظر المعارضة باحترام.

الانتباه من الانحياز الفكري

لكل شخص مجموعة من الأفكار والتصورات التي يعتقد بصحتها ويدافع عنها وهذا ما يسمى بالانحياز الفكري، على المواطن الرقمي المتحضر التنبه لهذا الانحياز وتوفير فرص متساوية للجميع للتحدث والتعبير عن آرائهم بدون حكم سابق على الموضوع أو الشخص المشارك في الحوار.

تقريب وجهات النظر

الهدف النهائي للحوار هو محاولة التوصل إلى تفاهم مشترك بين جميع الأطراف، ويمكن أن يتحقق ذلك عن طريق تقريب وجهات النظر من خلال التركيز على الجوانب المشتركة بين الآراء المختلفة.

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع سؤالي، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...